Best place of true splander
28/07/2025

اغرس باسمي شجرة.. تخليد اسم طفل شهيد ودعم لطفل ناجٍ

مع كل عدوان وقصف يستشهد طفل، ومع كل ركام يُرفع، تنكشف حكاية حُلمٍ لم يكتمل. بزغت مبادرة "اغرس باسمي شجرة" من رحم الفقد، وأطلقتها ميثاق العائلة كنداء إنساني يخاطب أعماق الضمير البشري. لم تأتِ المبادرة كفعل رمزي فحسب، بل كصيغة مقاومة من نوع آخر؛ لتكتب أسماء الشهداء على جذوع الشجر لا على ألواح القبور.

حين تُصبح الشجرة شاهدة على الاسم والحلم معًا 

تقوم فكرة المبادرة على زرع شجرة باسم كل طفل شهيد في غزة، وتُرفق كل شجرة بحُلم ذلك الطفل الذي لم يُتح له أن يتحقق، كأنها حياة بديلة تهبها له الأرض. تُغرس هذه الأشجار في مواقع متعددة حول العالم، لتتحول إلى شواهد حيّة على قصص الطفولة المنتهكة، وشهادات ضمير تروي للعالم أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل أحلامًا نابضة قُتلت قبل أن تولد.

من الشهداء إلى الناجين: من نُخلّد ومن نُساند؟

"اغرس باسمي شجرة" لا تقف عند حدود التأبين الرمزي. فبُعدها الإنساني الأعمق يتجلى في سعيها لبناء حياة جديدة من رحم الذكرى. إذ تعتمد المبادرة زراعة أشجار في عدد من الدول، على أن يُستثمر ريعها المالي –بعد خصم تكاليف الرعاية– في دعم النساء المعيلات في غزة وأطفالهن، ممن انتُزعت منهم معالم الطفولة وسند الحياة. وهكذا، يتحول شراء الشجرة إلى وسيلة إغاثة.

كيف انتشرت المبادرة عالميًا؟

حرصت "ميثاق العائلة" على تنفيذ المبادرة بروح جماعية تشاركية، فشُكلت فرق محلية في عدد من الدول، وأُعدت المواد التعريفية بالمشروع وتُرجمت إلى لغات مختلفة. وبدأت حملات الزراعة المجتمعية بمشاركة مؤسسات، ومدارس، ونشطاء، ومواطنين آمنوا بأن "الاسم لا يموت حين يُزرع". هكذا امتدت جذور الشهداء من فلسطين إلى الأردن، والبحرين، والجزائر، وليبيا، وإندونيسيا، وأوروبا، وتركيا، وموريتانيا، وغرب أفريقيا، وجيبوتي. في كل بقعة شجرة، وفي كل شجرة اسم، وفي كل اسم قصة لم تكتمل.

قصص من الميدان

نُفّذت عمليات الزراعة في أماكن عامة ومدارس وساحات رمزية؛ فزُرعت 300 شجرة زيتون في الأردن بالتعاون مع الجمعية العربية لحماية الطبيعة، وأضيفت 200 شجرة في البحرين، وغُرست عشرات الأشجار في الساحات الجامعية والمدرسية بليبيا. أما في موريتانيا، فقد شهدت المبادرة حضورًا برلمانيًا وشعبيًا واسعًا، حيث زُرعت الأشجار أمام السفارة الأمريكية، في رسالة مباشرة لمن يرفض أن يسمع.


في رؤيتها المستقبلية، تسعى "ميثاق العائلة" إلى تحويل حديقة شهداء أطفال غزة إلى متحف بيئي تفاعلي، تتكامل فيه الأشجار مع الشاشات والوسائط، فتروي قصص الأطفال بلغة تصل إلى الأجيال الجديدة. كما تعمل على تنفيذ المبادرة في المزيد من الدول، وبناء شراكات مع جمعيات بيئية ونسوية لضمان استدامة الفكرة، إلى جانب إطلاق حملات تبرع مفتوحة تتيح للناس حول العالم زراعة شجرة باسم طفل فلسطيني شهيد.


إلى الأعلى