شهدت مدينة إسطنبول فعالية إنسانية استثنائية حملت عنوان "غابة حياة غزة"، جرى خلالها غرس 10,000 شجرة تحمل أسماء أطفال غزة الشهداء، في مبادرة أطلقها مشروع ميثاق العائلة بالشراكة مع عدد من المؤسسات التركية والفلسطينية، بهدف تخليد ذكرى الأطفال وتحويل أحلامهم التي انقطعت إلى رموز حياة تتجدد مع الزمن.
وجاءت الفعالية ضمن مشروع "اغرس باسمي شجرة" الذي يقوده مشروع ميثاق العائلة، بدعم من مديرية الغابات التركية، بلدية أرناؤوط كوي، جمعية أورفامدر، منصة دعم فلسطين، وائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين. ويسعى المشروع إلى إحياء ذاكرة الأطفال عبر عمل إنساني عملي يربط بين الأرض والإنسان، ويمنح العائلات والمتطوعين فرصة المشاركة في فعل يرمز للحياة والاستمرار.
وتضمّنت الفعالية أنشطة متنوعة شارك فيها الأهالي والأطفال والمتطوعون، من بينها غرس الأشجار بأسماء الشهداء، ومسابقات للرسم بعنوان "غزة والأشجار"، إضافة إلى عروض مسرحية رمزية تروي قصصًا صغيرة عن أحلام الأطفال التي لم تتسع لها الحياة. كما أقيمت أركان تعريفية بالمؤسسات الداعمة، ساهمت في إبراز البعد الإنساني والثقافي للمبادرة.
وشكّل الغرس الجماعي لحظة مؤثرة للمشاركين، حيث وثّق الكثيرون ارتباط اسم كل طفل بشجرة تكبر باسمه. كما أعدّ مشروع ميثاق العائلة سجلًا خاصًا يتضمّن أسماء الأطفال المرتبطة بكل شجرة، ليبقى شاهدًا على الذاكرة الفردية والجماعية لأطفال غزة.
وتستند المبادرة إلى قيمة راسخة في التراث الإسلامي، يستحضرها الحديث الشريف: “ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به صدقة”. وفي هذا السياق، تحوّلت الأشجار المزروعة إلى صدقات جارية تُهدى لأرواح الأطفال، وإلى رسالة أمل تمتد بين إسطنبول وغزة.
وحظيت الفعالية بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، تحت وسوم من بينها:
#غابة_حياة_غزة | #GazzeHayatOrmanı
#اغرس_باسمي_شجرة | #BenimİsmimleBirAğaçDik
#من_إسطنبول_إلى_غزة | #İstanbuldanGazzeye
#نزرع_الأمل | #UmutEkiyoruz
وأكد مشروع ميثاق العائلة أن متابعة الغابة ستستمر، وأن الأشجار العشرة آلاف ستبقى شاهدًا حيًا على أحلام لم تكتمل، وأثرًا إنسانيًا يُجدد حضور أطفال غزة في الوجدان.
من إسطنبول… تمتد الجذور، ويكبر الأمل.