تحت وطأة الحصار الممتد على غزة وما سبّبته حرب الإبادة من تدهور في الأوضاع الإنسانية وانعدام أبسط المقوّمات الأساسية للحياة، تجد آلاف العائلات نفسها في مواجهة ظروف قاسية تهدد استقرارها. وفي قلب هذه المعادلة المؤلمة تتحمل المرأة المعيلة العبء الأكبر؛ فهي الأم والسند والمسؤولة عن حماية أسرتها في غياب المعيل، وتبذل ما بوسعها لتأمين احتياجات أطفالها رغم ندرة الموارد وارتفاع تكاليف المعيشة.
وانطلاقًا من الإيمان بأن كرامة الأسرة تبدأ بكرامة الأم، جاء مشروع حقيبة المرأة الشخصية كاستجابة إنسانية ضرورية تهدف إلى دعم النساء المعيلات عبر تزويدهن بحقائب متكاملة تحتوي على الاحتياجات الشخصية الأساسية ومستلزمات النظافة والعناية الصحية. فهذه الحقيبة تمنح المرأة القدرة على الحفاظ على نظافتها الشخصية وصحتها في بيئة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، كما تؤكد أن العناية بالمرأة حق إنساني أصيل يعيد إليها الشعور بالثقة والطمأنينة.
استهدف المشروع 2000 امرأة في قطاع غزة وخاصة الأرامل والنساء اللواتي فقدن المعيل نتيجة الحرب وما خلّفته من آثار إنسانية واجتماعية، وقد تم تخصيص حقيبة واحدة لكل امرأة معيلة بسعر 120 دولارًا أمريكيًا للحقيبة الواحدة، ونُفذ المشروع عبر فرق ميدانية تعتمد معايير دقيقة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها مع احترام خصوصية كل عائلة.
إن مشروع حقيبة المرأة الشخصية هو رسالة دعم إنساني تؤكد أن المرأة هي عماد الأسرة وشريكة الصمود، والوقوف إلى جانبها هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية تسهم في حماية الأسرة وتعزيز استقرارها. فمن خلال دعم المرأة نحفظ كرامة العائلة، ونمنح الأمل لأطفال ما زالوا يحلمون بحياة آمنة وكريمة.